[justify]هناك ظاهرة انتشرت في مجتمعاتنا الإسلامية تكاد تمحو معالم تاريخنا الهجري الأصيل ، وهو الذي أشرق تاريخ أمتنا بفجره الوضاء المنير .
وتتمثل تلك الظاهرة في استعمال التاريخ الميلادي وحده ، مع هجرٍ وقلى للتاريخ الهجري !.
حتى إن بعض المثقفين ورجال الفكر وأرباب التأليف والتحقيق ، يؤرخون كتاباتهم ومؤلفاتهم ومنشوراتهم بالتاريخ الميلادي فقط !.
ولو عدنا إلى الحقيقة لوجدنا أن جميع الأحكام الفقهية ترتبط به ، كالبلوغ ومعرفة زمن الحيض ، ومدة الحمل ،وعدة الطلاق و عدة المتوفى عنها زوجها ، والصوم ، والحج ، ومدة الرضاع ، وغير ذلك .
وأول ما استعمل التاريخ الهجري في زمن الخليفة الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وسبب ذلك أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر: إنّه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس للمشورة، فقال بعضهم: أرّخْ لمبعث النبيّ، صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: لمهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: بل نؤرخ لمهاجرة رسول الله، فإن مهاجرته فرق بين الحق والباطل؛ قاله الشعبيّ. وقال ميمون بن مهران: رفع إلى عمر صكّ محلّه شعبان فقال: أيّ شعبان؟ أشعبان الذي هو آتٍ أم شعبان الذي نحن فيه؟ ثمّ قال لأصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ضعوا للناس شيئاً يعرفونه، فقال بعضهم: اكتبوا علي تاريخ الروم فإنهم يؤرخون من عهد ذي القرنين، فقال: هذا يطول، فقال: اكتبوا على تاريخ الفرس، فقيل: إن الفرس كلّما قام ملك طرح تاريخ من كان قبله، فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله بالمدينة، فوجدوه عشر سنين، فكتبوا التاريخ من هجرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم. (1)
فحري بنا أن نهتم بذلك التاريخ المشرق الأغر لنؤرخ به المقالات والأبحاث والمؤلفات ، ولأنه ماضينا التليد ، وعزنا المجيد ، الحافل بالذكريات الخالدة ، خلود هذا الدين العظيم .
وأن يحفظ أبناؤنا وبناتنا أسماء الشهور وترتيبها ، فكم من شباب وشابات يجهلون ذلك !!.
وختاماً نسأل الله سبحانه خير هذا العام وفتحه ونصره وبركته ، وكل عام وأنتم بخير . [/justify]
الكامل في التاريخ (ج 1) ص ( 3 )
المفضلات