النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: المحبة الالهية

  1. #1
    كلتاوي مميز

    الحاله : أيمن السيد غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jan 2008
    رقم العضوية: 561
    الدولة: حلب
    الهواية: بالشعر الإلهي
    السيرة الذاتيه: محب عاشق
    العمل: أعمال حره
    العمر: 48
    المشاركات: 622
    معدل تقييم المستوى : 120
    Array

    7 المحبة الالهية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على ساقي المحبة من عين التسنيم إمام المحبين لله، وسيد المحبوبين سيدنا محمد.

    المحبه الالهيه:

    هي عنوان كبير، كتب فيه الكاتبون، وذاق مذاقه المحبون ولكن مهما كتب فيه يبقى لغزاً لا يوضح رسمه وعماءً لا يفك طلسمه إلا من جرب فذاق وتواجد وعرف ومن عرف تحرق ومن تحرق لم يرتو بل ازداد لهيباً، وكما قيل :
    لا يعرف الوجد إلا من يكابده ولا الصبـابة إلا من يعانيها
    فإن كنت تريد أن تتذوق هذا الشراب، فتعال أوضح لك هذا المسلك، ولكن أرجو أن تقبل نصحي قبل أن نبدأ : جرد عنك نفسك حتى يتوالى الفهم عليك، فإن الحب معنى، والدنيا والنفس من الحس، والحس والمعنى متباينان.

    تعريف المحبة :
    كثرت تعاريف المحبة، حتى غصت بها كتب الرقائق والتصوف، وكل يعبر عما يجول في خلده تجاه محبوبه، شربها قوم فهاموا، وأسكرتهم فهبوا من وجودهم وقاموا، تركوا الدنيا لأهلها، وتركوا الآخرة لأهلها وأقبلوا على مولاهم.
    هذا الشراب جعل ابن الفارض يشدو بأعذب تآليفه، هذا الشراب بالمجاهدة جدير، إنه يقبض ويبسط، ويطوي، وينشر، ويميت، ويحيي، ويفني، ويبقي، إنه يذهل، إنه يخبل، إنه يسكر من غير ذوق، فكيف بمن إمتلأت عروقه منه حتى أصبح عين محبوبه، إنه مزج لوصفك بوصفه، وأخلاقك بأخلاقه، وأفعالك بأفعاله، وأنوارك بأنواره، وأسماءك بأسماءه ونعتك بنعته، حتى تصير أنت العين، ويفر منك عالم البين- البعد- حتى تطلب الحجاب فلا تجده، نعم: أفضل تعريف للمحبة هو إسمهامح وبه أي حرفياًانمحى به وهكذا يمكن القول أن المحبة محو المحب لصفاته وإثبات المحبوب بذاته. أو أنها نار في القلب تحرق ما سوى المحبوب، أو أنها سر في قلب المحبوب إذا رسخ قطعك عن كل مصحوب .
    ورحم الله سيدي أبي الحسنحين سئل عن المحبة ؟ فقال: المحبة أخذ من الله لقلب عبده عن كل شئ سواه. فترى النفس مائلة طائعة، والعقل متحصناً بمعرفته والروح مأخوذة في حضرته والسر مغموراً بمشاهدته، والعبد يستزيد فيزداد ويفاتح بما هو أعلى من لذيذ مناجاته فيكسى حلل التقريب على بساط القربة ويمس أبكار الحقائق وثيبات العلوم، فمن أجل ذلك قالوا: أولياء الله عرائس ولا يرى العرائس المجرمون.
    هذا تعريفها: أما طريق تحصيلها إن أردت طلب الحقائق، فاسلك سلوك أرباب الذوق والطرائق فتش عن مرشد، فتش عن ساقٍ يسقيك من تسنيم المحبة ويوصل بعضك بكلك، وفرعك بأصلك، فالأصل منه وإن مال. ومن قال لك أن الدين ليس حباً ؟ فقل له أنت كاذب لأنه يريد أن يحول دينك إلى رياضات وحركات وإشارات ويفرغ عبادتك من روحها وهي المحبة، أطلب محبة الله من أهل الله، قل لهم أريد أن تذيقوني معنى الوصال وتسقوني كاسات الإتصال، فإن رأوا فيك الأهلية، أذاقوك معناها بنظراتهم، واعلم أن الشيخ الكامل يملؤك بنظرته حباً من رأسك إلى أخمص قدميك. عندها تشتري ما عندهم بروحك فقد قيل:

    من ذاق طعم شراب القوم يدريه ومن دراه غدا بالروح يشريه

    حقيقة المحبة لا يعبر عنها بالقيل والقال، بل بالذوق جعلنا الله وإياك ممن يذوقونها.
    لماذا نحب الله تعالى ؟
    قال( أحبوا الله لما يغزوكم من نعم وأحبوني بحب الله ) علّمنا رسول اللهمحبة الله، وبالتالي فهي واجبة علينا.
    وأشار صلى اللهإلى سبب المحبة قائلاً (لما يغزوكم به من نعم ) معرفةً منه بتقصيرنا وقلة توجهنا إلى اللهوانخراطنا في سلك الشهوات والضلالات، فبصرنا بأن نحبه لغايات محسوسة مشاهدة عياناً، كالمال، والجمال، والصحة وغيرها.
    أما أهل الله وخاصته فإنهم ما أحبوا الله إلا لله، وليس طمعاً منهم بأن ينالوا شيئاً من وراء هذه المحبة، وهذا هو لب الموضوع (( أن تحب الله لله)) قالفي حديثه القدسي:
    ( لو لم أخلق الجنة والنار ألست أهلاً للعبادة ؟ ) فثمة فرق بين من يريد حضور الوليمة للوليمة ومن يريد حضور الوليمة ليفوز برؤية صاحب الوليمة: تركت التقدير لك.
    - الحب دعوى تحتاج إلى بينة.
    - الحب وجد وليس شوق، وصل وليس هجر، تأجج في الغفا لا سكون في رضاه، غياب
    في الشهود، وشهود في الوجود.
    - لا يقوم المحب حتى يقعد، ولا يسكن حتى يسكن فيه محبوبه.
    - القناعة من المحبوب حرمان.

    درجات المحبة:
    للمحبة عشر درجات ذكرها العلماء:
    أولها: العلاقة: وسميت كذلك لتعلق القلب بالمحبوب.
    ثانيها: الإرادة: وهو ميل القلب لمحبوبه وطلبه له.
    ثالثها: الصبابة: انصباب القلب إلى المحبوب بحيث لا يملكه صاحبه. كانصباب الماء في المنحدر.
    رابعها: الغرام: وهو الحب الازم للقلب الذي لايفارقه بل يلازمه ملازمة الغريم لغريمه.
    خامسها: الوداد: وهو صفد المحبة وخالصها ولهاً.
    سادسها: الشغف: وهو وصول الحب إلى شغاف القلب.
    سابعها: العشق: وهو الحب المفرط الذي يخاف على صاحبه منه كما قيل :
    أحبكم وهلاكي في محبتكم*** كعابد النار يهواها وتحرقه
    ثامنها: التتيم: وهو التعبد والتذلل. ومعنى تيمه الحب أي ذله لله وعبّده.
    تاسعها: الخلة: وهي المحبة التي تخللت الروح والجسد والقلب حتى لم يبق موضع لغير المحبوب وقد انفرد بها سيد السادات محمد، وسيدنا إبراهيم الخليل.
    هل يحبنا الله؟
    - هل رأيت صانعاً يكره صنعته؟لا وإلا لما صنعها. كذلك حال اللهمع بني البشر.
    - ورد في القرآن الكريميحبهم ويحبونه فانظر كيف قدم محبته لك، أيها العاصي الذي لا تنفك لحظة عن الخطأ، على محبتك.
    - ورد في الحديث ( ابن آدم إني لك محب، فبحقي عليك كن لي محباً) ومن أنت حتى يسأل محبتك؟؟؟. انظر كيف أن كل شئ يطيب من لا شيء. تعلم مقدار محبته لك، وقيمتك عنده.
    ألا ينبغي أن تكون المحبة متبادلة، ألا تحنّ نفسك عندما تسمع غيباً بأن أحداً ما يحبك ويريد منك لقاءه، فجرد عنك لباس الغفلة وانطلق إلى محبة المولى تحظى بخير الدارين.
    سبل تحصيل المحبة: من هذه السبل:
    - أن تقرأ القرآن الكريم بتدبر معانيه ومعرفة ما يريده منك.
    - الإكثار من النوافل بعد الفرائض (وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه).
    - دوام الذكر اللساني والقلبي على كل حال، وهذا الذكر يكون أيضاً نتيجة للمحبة يقول أحدهم (من أحب شيئاً أكثر من ذكره).
    - إيثار محابه على محابك عند غلبة الهوى، والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.
    - معرفة الحق، فكيف تتطلع لمحبة من تجهل عنه أحواله.
    وعموماً فإن محبة من تعرف كل أحواله تصبح على مر الأيام مسئمة، أما التطلع لمحبة مجهول الأحوال غير واردة عقلاً، لذلك فالكمال أن تحب من تعرف من أحواله شيئاً وتجهل أشياء فالمحب تحركه لذة ما يعرف لطلب ما لم يعرف، وهذا يخلق لديه لذة يهون من أجلها عذابه كما قال أحدهم :
    عذاب الحب للعشاق عذب*** وأعظم لذة فيه اللقاءُ
    وأكمل حالة الإنسان صدق*** وأفضل وصفه حاءٌ وباءُ
    فاللهمعروف ظاهر بجلاله وجماله، ومن دعائه (في صحيح مسلم): "اللهم أنت الظاهر فلا يحجبك شيء"، ومع ذلك فهو باطن أشد البطون قلما تفهم عنه شئ بوجود نفسك. ومن أسماءه الظاهر والباطن، وهو له حضرات متجددة باستمرار كل يوم هو في شأن فأوجه النفاسة فيه لا تنتهي، ولا تزول وهذا باعث قوي لمحبته كما قيل:
    أراك تزيد في عيني جمــالا*** وأعشق كل يوم منك حالا
    تزيد مــــلاحة فأزيد عشقاً*** فحالي منك ينتقل انتقالاً
    - مشاهدة بره وإحسانه وآلاءه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية لمحبته.
    - الخلوة به في وقت التجلي الإلهي ساعة السحر ووقت توزيع الأقوات الروحية قبيل المغرب.
    - كثرة الإستغفار والندم على الذنوب لقولهإن الله يحب التوابين.
    - كثرة متابعة السنة الشريفة قولاً، وفعلاً، وحالاً، حتى يتخلق بها الإنسان وتكون سلوكه اليومي لأنه باب الله وهو أقرب مخلوق إلى الله وبالتالي ينبغي عقلاً أن، نفهم أن، سلوكه وتصرفاته تقرب إلى الله وإلى محبته كما ورد في القرآنإن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله .
    - مجالسة المحبين الصالحين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم، وقراءة كتباللطائف والرقائق والعمل بمقتضاها.
    - مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله.
    - فعل الطهارات الظاهرة والباطنة لقولهويحب المتطهرين.
    أهذا كل شيء ؟
    هذا ليس كل شيء، بل إن المعول عليه أن يجدك في حال يرضى بها عنك ويجد منك الخدمة وحفظ الحرمة للبشر والجوارح وأن يجد منك الميل الدائم بقلب هائم وهو شرط مهم جداً من أشراط المحبة، فالهوى تحركه الدواعي وتزيده وتنقصه الشدائد، أما المحبة فهي جبل لا يهتز أمام خطب مهما جل، عندها تأتي الرحمة، يأتي الاختصاص، تأتي الجذبة الإلهية التي تغيبك عن وجودك، فيزول عنك ما كنت تراه من حجب، فيزداد القرب وتزداد المحبة وتتمنى زوال البقية قتزول واحداً واحداً حتى تصبح في مقام الإقتراب والاختصاص، وهنا نقول:
    وأبرح ما يكون الشوق يوماً***إذا دنت الخيام من الخيام
    واعلم أن المحب لا يصل إلى مقام الفناء ما لم تنقطع الحجب بينه وبين محبوبه، حتى تزول كلها بالقرب الخالص، وآخر الحجب، رؤية المحب ذاته في مشاهدة محبوبه، إذ أن هذه الرؤية حجاب وشَوب في المشاهدة.
    فإن ارتفع ذلك بأن يغيب عن فنائه شاهد المحبوب على ما هو عليه، وإن لم يفنِ هذا الفناء شاهد محبوبه بقدر عقله وتصوره وإدراكه لا كما عليه حال المحبوب. وإن فني وصل إلى كمال المشاهدة وعندها يستهلك استهلاكاً تاماً ويود لو كان عين محبوبه كما قيل:
    أعانقها و النفس بعد مشوقة*** إليها و هل بعد العناق تدان
    وألثم فاها كي تزول حرارتي*** فيزداد ما ألقى من الرشفان
    فيا لهف نفسي ليس يشفي غليلها***سوى أن ترى الروحان تمتزجان
    هذا هو عين القرب وهذا هو المحب الأوحد الذي فاز بالدنيا بمحبوبه قبل الآخرة فما أنبله، وما أعزه، وما أشد ما لقي من مصائب حتى وصل إلى هذا المقام فهنيئاً له.
    وكل من سواه يظن نفسه محب على قدر قدراته :
    وكل يدعي و صلاً بليلى***وليلى لا تقر لهم بذاكا
    وزبدة المقال أن للمحبة نوعان :
    كسبي يحصل بالعمل، ووهبي وهو هبة من الله لمن سبقت له الحسنى.

    علامات المحبة:
    فإذا قيل ما وصف هذا المحب، فإن التقول كثير والفاعل قليل. قلنا أن للمحبة علامات كثيرة ومنها :
    1- حب لقاء اللهفي الدنيا قبل الآخرة وهذا هو مشرب السادة الصوفية الذين سلكوا سبيل تخلية النفس من الكدورات حتى يحصّلون رؤية الله القلبية في الدنيا،فيكون مشهودهم عياناً وقبالهم في كل توجه وهذا قصد قول الله: فأينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله .
    2- أن يؤ ِثر تعاليم المولى وأوامره ونواهيه على ما تحب نفسه ظاهراً وباطناً. فيترك نفسه وهواه ومراده سعياً في سبيل نيل رضا الله عنه كقولهم :
    أريد وصاله ويريد هجري***فأترك مـا أريـد لمـا يـريــد
    وأنشدوا:
    وأترك ما أهوى لما قد هويته***فأرضى بما ترضى وإن سخطت نفسي
    3- الإتباع الكامل لسيد السادات من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب لأنه كمال إتباعهيوصل إلى محبة المولىقل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله .
    4- التقوى والورع وقلة الآثام وترك ما لا يعني من الدنيا. فحب الدنيا وحب الله لا يجتمعان:
    تعصي الإله وأنت تزعم حبه***هذا لعمري في القياس بديع
    لو كان حبك صادقاً لأطعتـه***إن المحـب لمن يحـب مطيع
    5- أن يأنس بتلاوة القرآن، والتهجد، وقيام الليل، والخلوات، وقد قيل أن أقل درجات المحبة التلذذ بالخلوة بالحبيب، والتنعم بمناجاته.
    6- أن لا يتأسف على فوات حظه مما سوى الله، بل يأسف على كل ساعة لم تقربه من الله فيكثر رجوعه من الغفلات بكثرة التوبة والقربات.
    7- أن يكون مشفقاً على عباد الله، رحيماً بهم، يتودد لهم، ويخدمهم ما استطاع لنيل رضا اللهعنه حيث قال( الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ).
    8- الدعوة إلى اللهبكل جوارحه: بلسانه بالكلام، وبقلبه بالهيام، وبجوارحه بكثرة الطاعات، وبذلك يكون من الذين يحببون عباد اللهلله ويحببون عباد الله بالله.
    9- أن يكون خائفاً مما يوجب طرده من حضرة حبيبه، متجنباً قلباً وقالباً لكل السوى، مخافة ضياع المولى من قلبه وحجبه عنه. فقد قال سيدي ذو النون المصري ( عذبني بكل شئ إلا الحجاب ).
    10- كتمان المحبة، خشية من ذياع السر وفضح الأمر تعظيماً للمحبوب وإجلالاً له وهيبة منه.
    11- الغيرة من كل من سبقه إلى الطاعات وهو متكاسل متغافل، فيسعى عندها للّحاق به ومجاراته خوفاً من تحول نظر المحبوب عنه، فغيرة الخاصة أن تميل قلوبهم لغير محبوبهم، وغيرة خاصة الخاصة أن تميل أرواحهم لغيرمحبوبهم أو يميل محبوبهم عنهم: وقد قيل في ذلك:
    أغار عليك من نفسي ومني***ومنك ومن مكانك والزمان
    ولو أني خبأتك في جفـوني*** إلى يوم القيامـة ما كفـاني
    وقد قيل:
    إذالم أنـافس في هواك ولم أغـر*** عليك ففيمن- ليت شعري- أنافس
    فـلا تمقتـن نفسـي فأنت حبيبها ***فكل امرئٍ يصبـو إلى من يجـانس
    ولكن ما هي علامات محبة الله للعبد ؟
    1- محبة الناس لمحب الله، فتراهم يخدمونه ويوقرونه ويحترمونه لما أفاض اللهعليه من مزيد عطاءه وجزيل مننه. فقد ورد في الحديث القدسي (أن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلاناً فأحبه. قال: فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء. ثم قال: ثم يوضع له القبول في الأرض).
    ولا يغرك الفهم الخاطئ عن الله الذي حصل لأغلب الناس في هذا الزمان من مقارفة الشهوات واتباع الضلالات، فإن القلب إذا ألف المعاصي وقع في حرمة الأولياء والأصفياء وعموماً الطباع النورانية والظلمانية لا تتلاقى أبداً فهي في صراع مستمر.
    وأولياء الله عرائس ولا يرى العرائس المجرمون.
    2- من دلائل محبة الله للعبد أنه يحاسبه على الذنوب صغيرها قبل كبيرها فوراً، وهذا من باب تعجيل العقوبة في الدنيا قبل الآخرة لوجهين إثنين :
    أولها: أن يعرف أنه قد أذنب وبالتالي يتوب إلى الله ويتوب الله عليه.
    ثانيها: أن يأتي يوم القيامة وليس عليه ذنوب لأن العقوبة قد وافته في الدنيا.
    ودليلنا على ذلك الحديث القدسي التالي قال اللهلنبيه وخليله إبراهيم: ما هذا الوجل الشديد. قال: فقال إبراهيم :يا رب وكيف لا أوجل ولا أكون على وجل آدم أبي، كان محله بالقرب منك، خلقته بيديك، ونفخت فيه من روحك، وأمرت الملائكة بالسجود له فبمعصية واحدة أخرجته من جوارك،فأوحى اللهإليه: يا إبراهيم أما علمت أن معصية الحبيب على الحبيب شديد ).
    3- قالإذا أحب الله عبداً إبتلاه ) ولا يزال البلاء ينزل بالعبد حتى يتطهر من ذنوبه ويمشي على وجه الأرض لا يشكو من ذنب يكدره.
    ولكن فهمنا الخاطئ عن الله أوقفنا في متاهة نكران القضاء، ورفض البلوى وتفسيرها علىأنها كره من الله للعبد، ونسينا أن أشد الناس بلاءاً الأنبياء ثم الأولياء فالأمثل فالأمثل هذه الفكرة يجب أن تصحح عند كثير من عامة المسلمين فضلاً عن المتصوفة.
    جعلنا الله ممن يفهمون عنه ويتلذذون بقضاءه.

    قبل الختام:
    أيها العبد: أقبل على من أحبك قبل نشأتك، أقبل على من لعن إبليس وطرده لعدم سجوده لتجليه الأعظم الذي ظهر فيك، أتترك الله وتختار من دونه، بئس العبد أنت إن فعلت ذلك، اترك نفسك وهواك وأقبل على مولاك، إتبع سيد السادات سيدنا محمدساقي المحبة.
    واسلك سبيل الصوفية على يد شيخ عارف بالله، واصل إلى حضرته، ليصلك إلى الله ويحققك بمعنى المحبة حتى يكمل لك دينك، وتفوز بنعيمي الدنيا والآخرة، فلا بد من ساقي، ولا بد من معلم، أقسمت حضرة القدوس أن لا يدخلنها أصحاب النفوس،لا تصل بنفسك بل بواسطة الشيخ ( فهو دليل الله فاتخذه كفلاً ).
    والموصول بالموصول موصول بالنتيجة، واعلم أن المحب مع محبوبه في الآخرة :
    جاء رجل إلى رسول الله، وسأله متى الساعة يا رسول الله ؟ قال:
    (ما أعددت لها ) قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله، قال: (أنت مع من أحببت ) قال أنس: فقلنا ونحن كذلك ؟ قال ( نعم )ففرحنا بها فرحاً شديداً.
    تأمل الحديث السابق وأنظر أن كثرة الأعمال لا تهم بل المعول عليه أعمال القلوب لا أعمال الجوارح، فكم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم يصلي وليس له من صلاته إلا التعب والنصب ,أنا لا أنقض كلامي السابق من وجوب العمل والمتابعة، ولكني أقصد بهذا أن يكون قلبك طاهراً نظيفاً، أن يكون لك حال مع الله، أن لا يشغلك الكون عن رؤية المكون (عبدي خلقت الأكوان لأجلك وخلقتك لأجلي، فلا تنشغل بما هولأجلك عمن أنت لأجله)( عبدي كن لي أكن لك ). ( ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ). أقبل عليه يقبل عليك.
    اللهم اجعلنا ممن يقبل عليك وتقبلنا، وحققنا بالصدق في حالنا ومقالنا وحققنا بحقيقة الإتباع لسيد السادات سيدنا محمد وأجعل ما كتبته حجة لي لا حجة علي وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    المصدر: منتديات شمس المعاني
    أنا الفتى الأيمن الأحمدي السيد الكيالي إبن العربي حاتمي الأصل هاشمي النسب جدي الحسين سبط النبي

  2. #2
    كلتاوي مميز
    الصورة الرمزية منتهى

    الحاله : منتهى غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Sep 2009
    رقم العضوية: 5426
    المشاركات: 689
    معدل تقييم المستوى : 107
    Array

    افتراضي رد: المحبة الالهية

    بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الموضوع و جعله في ميزان حسناتكم بانتظار المزيد ...


    ما ضاق قلب
    قد
    احتوى معاني الرحمة

  3. #3
    كلتاوي جديد

    الحاله : أحمد الشامي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Dec 2009
    رقم العضوية: 5589
    المشاركات: 56
    معدل تقييم المستوى : 103
    Array

    افتراضي رد: المحبة الالهية

    شكرا لك يا سيد ي على موضوعك الموضوع وجزاك الله عنا كل خير

  4. #4
    كلتاوي جديد

    الحاله : مصطفى كوارة غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Nov 2009
    رقم العضوية: 5540
    المشاركات: 18
    معدل تقييم المستوى : 0
    Array

    افتراضي رد: المحبة الالهية

    بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا.وأشكركم سيدي على كلامكم عن ألمحبة الااهيه ونرجو منكم سيدي امتاعنا بمواضيع عن المحبة الااهيه

  5. #5
    كلتاوي مميز

    الحاله : أيمن السيد غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jan 2008
    رقم العضوية: 561
    الدولة: حلب
    الهواية: بالشعر الإلهي
    السيرة الذاتيه: محب عاشق
    العمل: أعمال حره
    العمر: 48
    المشاركات: 622
    معدل تقييم المستوى : 120
    Array

    افتراضي رد: المحبة الالهية

    شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
    أنا الفتى الأيمن الأحمدي السيد الكيالي إبن العربي حاتمي الأصل هاشمي النسب جدي الحسين سبط النبي

  6. #6
    كلتاوي جديد

    الحاله : أحمدلبابيدي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jan 2010
    رقم العضوية: 5648
    العمر: 43
    المشاركات: 3
    معدل تقييم المستوى : 0
    Array

    افتراضي رد: المحبة الالهية

    الحب والمحبة لله رب العالمين
    شكرا للأخ العزيز أيمن على هذا الموضوع
    من يكتب في حب الله وأحبابه فهو منهم

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •