[justify]
الاستعداد لاستقبال مواسم العبادة
الحمد لله ، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه- اللهم ربنا لك الحمد، خلقتنا من عدم ، لك الحمد جعلتنا من أتباع سيد العرب والعجم ، لك الحمد أن خلقتنا في أحسن تقويم ، ولك الحمد أن هديتنا إلى الصراط المستقيم , ولك الحمد على نعمك التي لا تحصى ، ولك الحمد على آلائك اللاتي لا تستقصى ، لك الحمد أطراف الليل وعلى الدوام لعلك ربنا ترضى ، لك الحمد حمداً يوافي نعمك ويدفع نقمك ويكافئ مزيدك . وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خير من أدى الرسالة ، وبلغ الأمانة ورضي الله تبارك وتعالى عن الصحابة والتابعين ، والعلماء والعاملين والمؤمنين الصادقين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، ربنا اجعلنا منهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين أوصكم عبا د الله ونفسي المذنبة بتقوى الله ، وأحثكم ونفسي على طاعته وأستفتح بالذي هو خير، اللهم ألهمنا الخير وأنطقنا الخير وأسمعنا الخير واجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين. أيها الأخوة المؤمنون الموسم موسم عباده والبشائر بشائر التوبة الأبواب فتِّحت والدعوة، وجهت والمؤمنون على استعداد. هذه هي بشائر اللحظة الحاضرة ، نحن اليوم نستعد ونتهيأ لاستقبال شهر الله العظيم بعد شدة ومحنة ، بعد عسر وضيق , بعد فرج من الله جاء موسم العبادة يستفيد منه المؤمنون ، وليقبلوا على ربهم وحريٌّ بالإنسان المؤمن وحري بالعاقل ، أن يراجع حسابه وأن ينظر ربحه من خسارته ، فالتاجر يجعل يوماً من أيامه للمراجعة والتأمل ليدرك طريقة عمله ومكسبه من خسارته، فإن وجد أنه في طريق صحيح استمر ودعّم هذا الطريق ، وإن وجد أنه في طريق خاسر في طريق خاطئ تراجع وتضبضب، وحاول أن يغير مساره من أجل ألا يخسر رأس ماله ، من أجل أن يحقق ربحه من أجل أن يحقق هدفه , والعاقل أيها الإخوة في حياته لا بد له من لحظة محاسبة يحاسب بها نفسه ويراجع فيها ذاته من أجل أن يتعرف إلى المكان الذي هو فيه ، ولو وقف المسلمون عل صعيد الأفراد وعلى صعيد الأسر ، وعلى صعيد الجماعات وعلى صعيد الدول ، في محاسبة ذاتية يدركون فيها خسارتهم من ربحهم لكان هذا خير الأمم ، وللدول والأفراد ، وللناس جميعاً. لذلك ورد عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم فالإنسان حينما يراجع نفسه يعرف في أي مقام هو ، وفي أي طريق يسلك لأننا في زمان تلتبس فيه الأشياء و تتداخل فيه الأمور يزين فيه الباطل ، ويغيّب فيه الحق نحسب المعروف منكراً والمنكر معروفا تضطرب موازين الإنسان عار والحيرة في هذا الزمان ليست من شأن العامة فقط . بل تصيب حتى الخاصة , لأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما تكلم عن زمن الفتنة ، وتلاحقها قال : ( تدع الحليم حيران ) لأن الناس ضلوا الطريق يحسبون الحق باطلاً ، والباطل حقاً ، يحسبون الخير شراً والشر خيراً ، يحسب قومٌ أنهم يبنون وهم يهدِّمون ، ويتهم آخرون بأنهم يهدِّمون وهم يبنون . [ وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ] . لأن الضابط والمعيار ، لأن الميزان ، لأن المقياس الذي يتعامل به الناس قد استل قد اضطرب، ما تدخل مجلساً ولا تسمع حوار بين طرفين إلا وتتأكد أن هذا هو الزمان ، الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيت شحاً مطاعاً ، وهوى متبع ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخويصة نفسك واترك أمر العامة ) لا تدخل مجلساً إلا وتجد في الأمر الواحد في القضية الواحدة أراء . متشتته، وأفكار متبعثرة، واتجاهات مختلفة , كل حزب بما لديهم فرحون حتى في قضايا الدين القضايا التي لا تحتمل صغيرة ، ولا كبيرة قضايا الدين قضايا تقوم على أساس الثابت ، على أساس الرؤية المثلى يعنى قد يكون في الإسلام للقضية الواحدة أراء متعددة ، لكن سيد هذه الآراء وأفضل هذه الآراء ، وأشرف هذه الآراء ما كان عليه رسول الله وصحبه ، قد يكون هنالك متسع وقد يكون هنالك سعه لإنسان له ظرف خاص فله حكم يناسب ظرفه ، لكن لا أحد يختلف على أن أفضل وأشرف وأكمل الأحوال ، حال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمن قد يضعف ويرى بينه وبين رسول الله مسافة ، وهذا ليس نحن ، أصحاب رسول الله أدركوا هذا، سمعت ذلك النفر الثلاثة الذي جاؤوا إلى بيوت أصحاب رسول الله ، يسألون عن عبادته فلما أخبروا بها كأنهم تقالوها أي رأوها قليلة، فقال : أحدهم ( أما أنا فأقوم الليل ولا أنام ) و قال الآخر: ( وأما أنا فأصوم ولا أفطر ) وقال : ( الثالث وأما أنا فلا أتزوج النساء ) فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتهم ، قال : ( ما بال أقوام قالوا كذا وكذا والله إني لأصوم وأفطر ، وأقوم وأنام ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) إذاً اليوم من يقول : أين نحن من رسول الله ؟ هذا أمر صحيح لكن هل هناك مسلم عاقل عامل لا أقول عن العالم، لا أقول عن المفكر: لا أقول عن النخب , هل يوجد أحد في الدنيا لا يرغب أن يكون قريباً من رسول الله؟ إذا القضية محسومة المثل الأعلى والأسوة الحسنة والقدوة الرائعة هي في رسول الله مع ذلك إنك لا تدخل مكاناً، ولا تحضر لقاءً ، إلا وترى الناس قد انقسموا وتشتتوا في القضية الاجتماعية وفي القضية السياسية وفي القضية الاقتصادية ، وفي القضية الدينية حتى في الإسلام ، كثيراً ما حضرت لقاءات تضم العلماء وتطرح قضية ترى أن للعامة أو لبعض العامة، أو لبعض العامة من المثقفين ، وهذا مصطلح يجب أن نعممه , مثقف طبيب ، مهندس قانون، لكنه جاهل في دين الله، هذا عامي . ترى له رأياً يخالف فيه رأي الله ورسوله يخالف فيه النصوص ، ويريد أن يفهم النصوص والآراء وفق ميزانه ، وفق معياره . لو بحثنا عن هذه الظاهرة عن سببها , لا ريب أن هنالك أسماء عميله ، لا ريب أن هنالك عوامل ليست علينا بجديدة من القديم . كان الخرق في مجتمعاتنا حتى وصلنا أن الابن لا يرى في أبيه مثلاً، وأن الأب لايرى في ابنه أملاً ، وأن الناس لا ترى في العالم قدوة، وأن العالم لا يرى في الناس أهلاً. وأن الشعوب لا ترى في حكامها سيداً، وأن الحكام لا ترى في شعوبها ، مستنداً هنالك انقسام في كل شيء، لو بحثنا عن العوامل كما قلت العوامل كثيرة. لكن أقول لكم، عاملاً أساسياً هو سر هذه البعثرة وسر هذا الضياع. وهذا الانشداد إلى الدنيا، والغفلة عن الآخرة، هذا هو العامل الأساسي. الإنسان الذي يتطلع إلى ما عند الله، الإنسان الذي يرى أن الدنيا ظل زائل، وعرض حائل وعارية مسترجعة، الإنسان الذي إذا أصبح ينتظر ألا يمسي، وإذا أمسى ينتظر ألا يصبح الإنسان الذي يستعد للقاء ربه في كل لحظة، هذا إنسان يخيفه شيء في الدنيا صوف وفذ يوم القيامة خارووف، البارحة قصدني أب شاب. ومعه أخت له في خلاف بينه وبين أبيه، الولد ينتج ويعمل، وهو خارج البلد يرسل لأبيه، الأب يسجل الأموال باسم بعض الإخوة الآخرين، جاء الرجل يريد أمواله، الأب يمنعه من أمواله قال يا أبت حرام ، حلال لا يجوز تعال نرجع للفتوى، قال له أعطيني في الدنيا والآخرة بعيدة، هذا هو السر، السر أننا غفلنا عن الآخرة، وحينما نغفل عن الآخرة حينما ننظر إلى الدنيا على أنها أمل مفتوح، وعالم لا نهاية له حينئذ نصل إلى ما وصلنا إليه في كل شيء، نعم السر الذي جعل الناس لا يأمن بعضه بعضاً. الأخ لا يأمن من أخيه والصاحب لا يأمن من صاحبه والجار لا يأمن من جاره، وكل واحد يخاف على نفسه حتى من أقرب المقربين إليه، أليس هذا هو واقع المسلمين اليوم، السر الذي جعل المسلمين أعضاء مبعثرة مقسمة، لا يشعر الواحد منهم بألم أخيه هو أنهم تثاقلوا إلى الأرض هذا الحال الذي خطط له منذ أمد بعيد من أجل أن تتم السيطرة، والتحكم في مقدرات أمور المسلمين . المسلمون يضربون في فلسطين، يقتّلون في العراق، يهددون في السودان يذبحون في أفغانستان، يهاجمون في كل مكان وكأن شيئاً لم يكن في عالمنا العربي والإسلامي. المسلمون غفلى لا أحد يشعر بشعور أحد . كنا في ما مضى إذا أحدنا نظر في حادث سير إلى جثة أصيبت يبقى يوم ويومين وثلاثة منزعج لا يستطيع أن يأكل أو يشرب، مكروب متضايق، إذا حلت بجيرانه مصيبة كأن المصيبة قد حلت به . اليوم في كل يوم نرى عشرات ومئات القتلى في كل صباح ومساء شباب من هذه الأمة . يقولون : ( ربي الله ، يضربون بالصواريخ ، تتمزق أشلاءهم ، يقطعون ) ولا أحد يتكلم ، لا يتألم يتكلم العالم كله صامت ساكت، أليس هذا مدعاة للتساؤل؟! لكن لو عكسنا دائماً القاعدة، التي تعلمناها في أحاديث رسول الله وفي حكم الحكماء . أن تحب للناس ما تحب لنفسك ، قلت : لكم في حديث سيدنا عبد الله بن عمر بن العاص، حينما تكلم رسول الله عن الفتن وقال : [ أنه ما من بني إلا وكان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، أن ينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعلت خيريتها في أولها ] [ خير القرون قرني ثم الذي يليه قرني ثم الذي يليه ] وأن أمتكم هذه جعلت خيريتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء شديد وفتن فتجيء فتنة فيزلق بعضها بعضاً أي تتدافع فتنة وراء فتنة كلما قلت : انتهت تراها تمادت، جاءت من جديد ثم تنكشف، ثم تجيء فتنة، ثم تنكشف. فيقول المسلم : هذه مهلكتي. ثم تنكشف، ثم تجيء أخرى. فيقول : ( هذه أي مهلكتي ) الآن انتهينا ثم يقول : الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم : فمن سره « انتبه يا مؤمن » فمن سره أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة . [ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ] فمن سره أن يزحزح عن النار ، ويدخل الجنة ، فلا يموتن إلا وهو مؤمن بالله واليوم الآخر. اللهم ثبتنا على الإيمان ، اللهم أحينا مؤمنين ، وأمتنا مؤمنين ، واحشرنا تحت لواء سيد الأولين , والآخرين هذه قاعدة قاعدة دينك ، لكن هذا فقط قال : لا يوجد شيء آخر، وهي قال : [ وأن يأتي الناس ( انتبه ) وأن يأتي الناس بمثل ما يجب أن يؤتى إليه ] خذ قاعدة عامة ضعها بين يديك، علاقة مع الله ، تقوم إيمان بالله واليوم الآخر احرص عليها ، علاقتك مع الناس ، أن تأتي الناس بمثل ما تحب أن يؤتى إليك ، هذه قاعدة ضع نفسك مكان الآخر، وعامل لو فعلنا هذا . رأينا مشكلة في مجتمعنا؟! لا لا والله لو تصورنا أنفسنا نحن اليوم مكان إخوتنا في فلسطين ، كيف تكون الحال؟! تصوروا الآن دولة وحكومة ومؤسسة ، واتفاقات دولية ، ورعاية عالمية نعم وتعال يا وزير ضعوه ، ويا رئيس المجلس التشريعي احضروه ، وهذا الرجل يقول لا إله إلا الله اقتلوه , وهذا الشيخ خارج من المسجد اضربوه صاروخ والعالم كله ساكت ، العالم بأسره تآمر دولي ، رهيب وصمت عالمي هذا الواقع أمام هذا الحال ، ونخن كما قلت : لكم حتى لا أطيل عليكم في موسم عباده في لحظة مراجعة , للذات علينا أن نستثمر هذه الأيام ، هذه الأيام نادينا ، تكلمنا، صرخنا ، بكينا قلنا الشيء الكثير: اللهم معذرة إليك ، هذا حالنا لا يخفى عليك ، الآن وقت العودة إلى الله ، اغتنام الزمان شعبان رمضان ، موسم طوبى لمن اغتنمه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما جاءه جبريل وهو يصعد المنبر قال له : فيما قال [ تعس وبعد من أدرك رمضان ولم يغفر له ] قال النبي صلى الله عليه وسلم آمين . ونحن الآن أمام موسم مغفرة هذا الموسم يحتاج إلى استعداد يحتاج إلى تهيئه قديماً قال علماؤنا إذا العشرون من شعبان ولت فواصل شرب ليلك بالنهار ولا تشرب بأقداح صغار فقد ضاق الزمان على الصغار يعني سارع [ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ] اغتنموا الزمان اغتنموه هو موسم إن صحت فيه العودة إلى الله صحت فيه عودة الله بالنصر على عباده يعني هنا لك مقابل انتبهوا يا أخوت الإيمان، ننتظر عيد هذا العيد الذي ننتظره بعد عودة إلى الله، عيد فيه فرج، عيد فيه نصر عيد فيه عز للمسلمين . عيد فيه استقرار وأمن للمسلمين وذلك يحتاج إلى عودة إلى رب العالمين. لنغتنم الزمان ولنقف بباب الرحمن ونلح بالدعاء فإن الله تبارك وتعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين أقول قولي هذا وأستغفر الله . الخطبة الثانية الحمد لله، الحمد لله وحده صدق وعده، ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا شيء قبله ولاشيء بعده . اللهم أهدنا فيما هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت بارك اللهم لنا فيما أعطيت. وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ،إنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، أنه لا يعو من عاديت ولا يزل ما واليت، فلك الحمد على ما قضيت نستغفرك ربنا ونتوب إليك، يا غفار الذنوب يا ستار العيوب يا كاشفاً للكروب، اكشف الكرب عنا إنا مؤمنون، فرِّج عن المسلمين ما حل بهم يا رب العالمين أمنهم في أوطانهم، اجمع كلمتهم ردهم إليك رداً جميلاً اللهم يا الله يا من لا إله إلا أنت ولا رب سواك، ارفع مقتك وغضبك عنا وإلى غيرك، ربنا لا تكلنا، لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا وعافنا واعفو عنا . اللهم بلغنا شهر رمضان ، واجعلنا من صوّامه وقوّامه، وتقبله منّا واجعلنا من عبادك المقبولين , اللهم يا الله هذا موسم العطاء والكرم نسألك من كرمك الذي لا يحد يا حليماً. لا يعجل، يا جواداً ، لا يبخل يا قيوماً لا ينام يا من إليك الأكف قد توجهت، والدعاء قد رفع نسألك فرجاً عاجلاً ونصراً قريباً . اللهم بلغنا مناناً ولا تشمت بنا عدانا، واجعل الجنة مأوانا عافنا، واعفوا عنا يا الله استر عوراتنا وآمن روعاتنا، وأجرنا من خزي الدنيا، ومن عذاب الآخرة، واحفظ البلاد والعباد ووفق ولي الأمر إلى سبل الرشاد، خذ بيده لطاعتك، ردنا جميعاً إليك رداً جميلاً . فرِّج عن عبادك المسلمين، وانصر أخواننا في فلسطين، في العراق في السودان في الشيشان، في أفغانستان، في لبنان في كل مكان يا الله يا الله يا الله يا من لا إله إلا أنت ولا رب سواك أشعرنا لذة مناجاتك، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان ،وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون . يقول الله تبارك وتعالى : [ والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا عملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ] اللهم اجعلنا منهم أقم الصلاة . ألقيت هذه الخطبة على منبر جامع عبد الله بن عباس في حلب 8/شعبان/
الصوم عبادة جماعية
الحمد لله الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويدفع نقمه ويكافئ مزيده.
ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، تملك من الأنام ما تشاء ولا يملكون منك إلا ما تريد , قلوب العباد بين أصبعين من أصابعك تقلبها كيف تشاء.
نسألك اللهم أن تقلب قلوبنا من نعمة إلى نعمة، ومن رحمة إلى رحمة ومن رحمة إلى رحمة ومن فضل إلى فضل، وأن تثبتها بقولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويوم يقوم الأشهاد .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً ندخرها ليوم لقائك؛ شهادة تقولها ألسنتنا وتطمئن بها قلوبنا شهادة ينور بها ربنا الطريق شهادة نشهد معها أن لا فاعل إلا الله, أن لا معطي ولا مانع إلا الله، أن لا خافض ولا رافع إلا الله .
وأشهد أن محمد عبده ورسوله خير من أدى الرسالة، وبلغ الأمانة و رضي الله عن الصحابة والتابعين، والعلماء العاملين والمؤمنين الصادقين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ربنا اجعلنا منهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين .
أوصيكم عباد الله ونفسي الخاطئة المذنبة بتقوى الله، وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير, اللهم ألهمنا لخير، وأنطقنا الخير وأسمعنا الخير، واجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.أ
يها الإخوة المؤمنون: هذه نسمات الخير قد هبّت، ونفحات القرب تواصلت، وهذه بوادر رمضان قد أظلت، وأظل الخير معها.
هذه لحظات الرحمة والسعادة أذنت أن تفتح السماء أبوابها، وينادي منادي السماء يا فاعل الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر. إنها لحظات القرب والأنس والسعادة بالله هنيئاً لمن اغتنمها.
حديثنا اليوم لن يكون عن رمضان؛ بل عن مقدمة رمضان؛ فكل ما يحيط بالعبادة عبادة الصلاة عبادة؛ لكن الوَضوء عبادة للصلاة فلا تصح الصلاة بغير وَضوء , وطهارة الثوب عبادة، وطهارة المكان عبادة؛ لأن كل ما يلتصق بالأصل يأخذ حكمه، فالعبد هو عبد الله فيأخذ التكريم من الله لأنه عبد الله - بغض النظر عن كل الاعتبارات التي تلحق بذلك العبد - ونحن اليوم كما تعودنا أن نتناول في كل أسبوع ظاهرةً اجتماعيةً يأباها الشرع، أو تتنافى مع الأصل.
واليوم ونحن نتهيأ في هذا اليوم لصلاة التراويح؛ لأن صلاة التراويح هي قيام الليل لذلك يقال لها قيام رمضان، ورمضان يدخل مع غروب شمس هذا اليوم بإذن الله نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه، وأن يسلمنا له وأن يسلمه لنا، وأن يجعلنا من عتقائه من عباده وصوامه وقوامه. إن ربي على كل شيء قدير.
هذه الظاهرة التي أريد أن أتكلم عنها من خلال قوله تعالى ((فمن شهد منكم الشهر فليصمه )) معنى شهد قد يكون من المشاهدة والرؤيا، وقد يكون من الحضور ((فمن شهد منكم الشهر)) أي حضر منكم الشهر فليصمه؛ لذلك كان ترقب هلال رمضان عبادة نتقرب بها إلى الله. حري بالأب أن يأخذ أولاده وإخوانه, ويصعد إلى مكان مرتفع في هذا اليوم قبل صلاة المغرب ويراقب ولادة الهلال, فاليوم بالاتفاق ولأول مرة يجتمع العالم الإسلامي على أن رمضان هو يوم السبت إلا من شذ، ومن شذ شذ في النار. هذا الخلق في التعليم هو عبادة- صحيح أن الدولة تقوم بهذه المهمة في كل العالم العربي والإسلامي لكنك أنت مطالب أيها العبد المؤمن بتحري هلال رمضان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً )) واليوم نكمل عدة شعبان، فيوم السبت هو يوم رمضان بالاتفاق، وتحري الهلال عبادة يتقرب بها الإنسان إلى الله؛ لكن من الأخطاء التي سادت في مجتمعاتنا المسلمة نتيجة الانقسامات السياسية التي أصابت عالمنا العربي والإسلامي نرى دولة تفطر، وأخرى تصوم، ولو كانت القضية على اختلاف المطالع وبعد الأمكنة لوجدنا لها مبرراً؛ لكن الخلاف كان ينشأ على بعد المرجعية وقرب المرجعية من الناس؛ فكل يأتمر إلا من رحم الله من أسياده وموجهيه؛ فعمت الفوضى في ديار المسلمين فكنت ترى المسلمين يصومون في سوريا، ويفطرون في الأردن، يصومون في الأردن، ويفطرون في مصر، والعكس صحيح.
مما ساد مجتمعاتنا آنذاك أن بعض الناس تصوم مع صيام دولة أخرى يعني نحن في سوريا مفطرون وصامت السعودية يقوم بعض الناس بالصيام على صيام السعودية أقول هذا إثم لا طاعة فيه؛ بل فيه معصية وغفلة وبعد عن الله، لماذا؟ أقول لكم أيها الإخوة الصيام عبادة عامة تكون في رمضان، وفي غير رمضان؛ لكن صيام رمضان عبادة جماعية بمعنى: أن الجماعة كلها هي التي تصوم كالعيد هل يكون عيد لحي دون حي؟ أو لأسرة دون أسرة؟ أو لفرد دون فرد؟ العيد يعم المجتمع كله فالصيام صيام رمضان عبادة جماعية تصح مع المجتمع؛ فإذا ثبت هلال رمضان في سورية على سبيل المثال وجب على أهل البلد جميعاً أن يصوموا معاً إلا لرجل شاهد الهلال خرج وترقب الهلال فرآه بأم عينه، وهو على علم ومعرفة فذهب إلى القاضي ولم يأخذ القاضي برأيه وجب عليه في حق نفسه أن يصوم لأنه مأمور ((فمن شهد منكم الشهر فليصمه)) وسائر الأمة لم تشهد , لعل قائلاً يقول كيف وقد يكون هناك خلل؟ اليوم قد يكون اليوم رمضان فكيف لا نصوم؟ لعلنا لم نره واليوم من رمضان أقول: نعم انظر ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حينما تكلم عن الهلال قال( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً, صومكم يوم تصومون وأضحاكم يوم تضحون)) يعني حينما تصوم الأمة كلها يجعل الله رمضان في تلك اللحظة التي تصوم فيها الأمة لماذا؟ هذا هو مفهوم الجماعة في الإسلام. الصوم في رمضان عبادة جماعية وعبادة الجماعة لا تصح إلا مع الجماعة؛ فإذا صام المجتمع كله كان ذلك رمضان، وإذا عيّد الناس وضحوا كان ذلك يوم عرفة ((صومكم يوم تصومون وأضحاكم يوم تضحون )) لماذا؟ هذا هو حس الجماعة؛ لأن الغاية من الصيام في رمضان هو تنمية روح الجماعة هذا الإحساس إحساس المسلم بالمسلم هذا الارتباط ارتباط المؤمن بالمؤمن هذا الانتماء انتماء الفرد بالجماعة، هو أصل في هذا الدين لأن الجماعة فريضة غائبة افتقدناها منذ زمن بعيد، وما تسلط علينا عدونا وأصبحنا في مؤخرة الأمم إلا يوم أن افتقدنا رابطة الجماعة. هذه الرابطة التي يحس بعضنا بها بإحساس الآخر، ويشعر بشعور الآخر، يفرح بفرحه ويحزن لحزنه، يألم لألمه ويسر لسروره حينئذٍ يكون هذا من الإيمان لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))
أسأل الله أن يجعلنا من صوام رمضان وقوامه، وأن يجعلنا من عتقائه، وأن يجمع بين قلوبنا كما جمع بين قلوب عباده الصالحين إن ربي على كل شيء قدير.أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ألقيت على منبر جامع سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في حي الفرقان بحلب في 1/شعبان/1430 .
غزوة بدر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه.
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ نبي الهدى والرحمة، وصاحب الحجة والملحمة.
اللهم صلي وسلم على هذا النبي العظيم؛ من أرسلته رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, واشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خير من أدى الرسالة وبلغ الأمانة.
ورضي الله تبارك وتعالى عن الصحابة والتابعين, والعلماء العاملين, والمؤمنين الصادقين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ربنا اجعلنا منهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
أوصيكم عباد الله ونفسي الخاطئة المذنبة بتقوى الله، وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير.
اللهم ألهمنا الخير وأسمعنا الخير وأنطقنا الخير واجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
أيها الإخوة المؤمنون: هاقد انتصف شهر رمضان، وهذه هي أيام المغفرة تحلق على العباد، تؤذن بفتح جديد ونصر أكيد بعد توبة صادقة، ولجوء خالص واعتماد على الله. في هذه الأيام المباركة الطاهرة كان للمسلمين من فتح ونصر.
في هذه الأيام؛ في أيام شهر رمضان كانت الفتوحات والانتصارات؛ ومن أبرزها وأجلها موقعة بدر الكبرى، وفتح مكة، وغيرها من الغزو والانتصارات؛ التي كانت للمسلمين عبر التاريخ في هذا الشهر العظيم المبارك، ولعل سائل يتساءل لقد قلت لنا بالأمس عن ارتباط المغفرة بالرحمة، وأن الرحمة هي طريق للمغفرة فما هي دلالات الانتصارات وأسباب الفتوحات في شهر رمضان المعظم؟
أتدرون أيها الإخوة أن حقيقة الانتصار هو انتصار الإنسان على نفسه، وانتصار الإنسان على شيطانه، وانتصار الإنسان على هواه؟ فإذا فاء الإنسان إلى ظلال ربه، وجعل بينه وبين أهوائه حاجزاً وحاجباً أصبح الإنسان ملكاً يسير على الأرض، وشهر رمضان شهر التزكية والتصفية والإعداد.
في هذا الشهر العظيم كانت الفتوحات للمسلمين لأن الإنسان المسلم يكون على صلة بربه مترفعاً عن أنانيات الدنيا وشهواتها فلا حقد، ولا حسد ولا ضغينة ولا تثاقل إلى الأرض. في هذا الشهر كانت موقعة بدر الكبرى التي كانت فيصلاً مابين الكفر والإيمان؛ هذه الموقعة التي بين الحق تبارك وتعالى أن المؤمنين كانوا فيها أقلة (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ). ذلك أن المؤمنون يكونون في جانب الله، في جانب الطاعة, في جانب العبادة وإذا كان العبد مع مولاه فلا قوة تقهره ولا شيء يغلبه.
انظروا أيها الإخوة المؤمنون لن أتكلم بهذا الحدث العظيم كرواية تاريخية، إنما أريد أن أقف عن إشارة من إشاراته وهي قوله تعالى (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). حينما يكون الالتجاء إلا لله، وتكون الاستغاثة بالله، والاعتماد على الله يسخر الله كل شيء لعبده المؤمن لنصرته لتأييده.
ذكر الإمام ابن كثير قوله ((إذ تستغيثون ربكم )) إن أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدو خلف عدو من أعداء الله يوم بدر قال: فلما اقتربت منه سمعت صوتاً ينادي: أقبل حيزوم قال فنظرت خلفي فلم أر أحداً إلى يميني وشمالي فلم أر أحداً فعدت فتابعت المسير خلف عدو الله، وإذا بالصوت ثانياً أسمعه بأذني فنظرت فلم أر أحداً، فلما وصلت إلى عدو الله رفعت سيفي وأردت أن أبطش به فوالله ما لامس سيفي جسده، وإذ برأسه يسقط عن جسده قال: فدخلني من ذلك رعب كبير وعدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أصحاب رسول الله قد بنوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشاً ((مقر قيادة)) يشرف منه على أرض المعركة قال: فدخلت عليه وقلت يا رسول الله: لقد رأيت عجباً وحدثته بما رأيت فقال صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) حينما يكون المردفون على حالة مع الله حالة مراقبة؛ حالة استغاثة؛ حالة اعتماد وعلى الله ثقوا وكونوا على يقين أن الله يسخر جند السماوات والأرض لنصرة عباده.
من هنا الإخوة المؤمنون: نرى الانتصارات في رمضان حتى في عصرنا الحديث حتى في زماننا هذا زمن التفلت والضياع كم من معركة خاضها العرب مع إسرائيل إلى أن كانت حرب رمضان في تلك الأيام، وفي تلك الحرب كانت بداية الثبات في مواجهة هذا العدو لأن المؤمنين يكونون على حالة استعداد مع الله. وهذا درس ينبغي أن لا يغيب عنا حينما يكون الإنسان مع الله يكون في أمان من الله، ويكونون في حفظ من الله ويكونون في عناية ورعاية من الله أليس رمضان هو شهر القرآن والقرآن قد جاء لينقذنا من الظلمات إلى النور؟ أليس القرآن فيه خبر من كانوا قبلنا ونبأ من بعدنا وحكم ما بيننا؟ في رمضان أيد الله أولياءه بجند من عنده لأن الناس في حالة استعداد لتلقي تجليات السماء. فاغتنموا هذه الأيام وأعدوا العدة لتقبل المغفرة من الله واقرعوا باب الندم وأصروا على التوبة واعلموا أن الله قريب من المحسنين. أيها الإخوة المؤمنون: لا يغيبن عن مشهدكم ورؤيتكم موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الموقعة؛ في موقعة بدر وهو في عريشه، وقد وعده ربه بالنصر، وقد وعده ربه إحدى الطائفتين، وإذا برسول ربي صلى الله عليه وسلم يقف بالعريش ويرفع يديه إلى السماء وينادي ربه ويلح عليه اللهم نصرك الذي وعدت. اللهم إن تهلك هذه العصبة فإنك لن تعبد في الأرض بعدها أبداً, ويلح على الله بدعائه حتى يسقط رداءه عن منكبيه فيأخذه الصديق ويضعه على كتف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعانقه من خلفه ويقول له يا رسول الله كفاك مناشدتك ربك. إن ربك منجز لك ما وعدك؛ فيقول الحبيب الأعظم أبشر يا أبا بكر هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على النقع.
نعم أيها الإخوة المؤمنون: النصر من عند الله، والأمر بيد الله فمن كان من الله كان الله معه؛ لهذا كانت الانتصارات في بدر، في الفتح، في عين جالوت، حتى في حرب رمضان الأخيرة كل ذلك حينما كان المؤمنون على صلة مع الله، في حالة عبادة، في حالة استنفار معنوي, في حالة صدق وتراحم بين الناس لقد بينا لكم في الأسبوع الماضي أن رحمة السماء مرتبطة برحمة الأرض (الراحمون يرحمهم الرحمن) فإذا تراحم العباد نزلت عليهم رحمة السماء فنالوا مغفرة الله، فنالوا العتق من النار.
إذا استغاث العباد ولجئوا إلى الله أيده الله بجنود من عنده.
تلك هي مسيرة الفتوحات في رمضان تلك هي حقيقة اللجوء إلى الله والاعتماد على الله.
اللهم يا أرحم الراحمين: يا من بيدك مقاليد السماوات والأرض، أعزنا بالافتقار إليك، أعزنا باللجوء إليك، أمنن علينا بالوقوف بابك واجعلنا من خاصة أحبابك .
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ألقيت على منبر جامع عبد الله بن عباس بحلب 16/رمضان/1430الموافق: 4/9/2009[/justify]
المفضلات