النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كيف نوفق بين قوله تعالى ( ووجدك ضالا فهدى - وماضل صاحبكم وماغوى )

  1. #1
    كلتاوي مميز
    الصورة الرمزية ابومحمد

    الحاله : ابومحمد غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Nov 2007
    رقم العضوية: 428
    الدولة: سوري
    الهواية: رياضة
    السيرة الذاتيه: لايوجد
    العمل: طالب
    المشاركات: 695
    معدل تقييم المستوى : 117
    Array

    افتراضي كيف نوفق بين قوله تعالى ( ووجدك ضالا فهدى - وماضل صاحبكم وماغوى )

    ننتظر اجاباتكم


    وجزاكم الله خيرا
    جعل الله قلوب أهل الذكر محلاً للإستئناس وجعل قلوب أهل الدنيا محلاً للغفلة والوسواس

  2. #2
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 43
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: كيف نوفق بين قوله تعالى ( ووجدك ضالا فهدى - وماضل صاحبكم وماغوى )

    هناك فرق بين الآيتين :

    فقوله: { وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى } هو كقوله { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ الشورى: 52 ] وهناك تفسيرات متعددة لمعنى ضالاً في هذه الآية :
    فمنهم من قال إن المراد بهذا أنه عليه السلام، ضل في شعاب مكة وهو صغير، ثم رجع. وذكره الفخر الرازي في تفسيره فقال : روي مرفوعاً أنه عليه الصلاة والسلام قال : "ضللت عن جدي عبد المطلب وأنا صبي ضائع ، كاد الجوع يقتلني ، فهداني الله" ذكره الضحاك ، وذكر تعلقه بأستار الكعبة ، وقوله :
    يا رب رد ولدي محمدا اردده ربي واصطنع عندي يداً
    فما زال يردد هذا عند البيت حتى أتاه أبو جهل على ناقة وبين يديه محمد وهو يقول : لا ندري ماذا نرى من ابنك ، فقال عبد المطلب ولم ؟ قال : إني أنخت الناقة وأركبته من خلفي فأبت الناقة أن تقوم ، فلما أركبته أمامي قامت الناقة ، كأن الناقة تقول : يا أحمق هو الإمام فكيف يقوم خلف المقتدى وقال ابن عباس : رده الله إلى جده بيد عدوه كما فعل بموسى حين حفظه على يد عدوه

    وقيل: إنه ضل وهو مع عمه في طريق الشام، وكان راكبًا ناقة في الليل، فجاء إبليس يعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخة ذهب منها إلى الحبشة، ثم عدل بالراحلة إلى الطريق. حكاهما البغوي. وذكر ذلك في تفسير ابن كثير

    وذكر الإمام الفخر الرازي وجوهاً في تفسير (ضالاً ) ومنها :
    كنت ضالاً عن النبوة ما كنت تطمع في ذلك ولا خطر شيء من ذلك في قلبك ، فإن اليهود والنصارى كانوا يزعمون أن النبوة في بني إسرائيل فهديتك إلى النبوة التي ما كنت تطمع فيها ألبتة

    فلا يوجد تناقض بين الآيتين حتى نوفق

    إنما قوله : ماضل صاحبكم فيه الشهادة للرسول، صلوات الله وسلامه عليه، بأنه بار راشد تابع للحق، ليس بضال، وهو: الجاهل الذي يسلك على غير طريق بغير علم، والغاوي: هو العالم بالحق العادل عنه قصدًا إلى غيره، فنزه الله [سبحانه وتعالى] رسوله وشَرْعَه عن مشابهة أهل الضلال كالنصارى وطرائق اليهود، وعن علم الشيء وكتمانه والعمل بخلافه، بل هو صلوات الله وسلامه عليه، وما بعثه الله به من الشرع العظيم في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد؛

    وقوله تعالى : ووجدك ضالاً فهدى لا يقصد بها الضلال الذي معناه العدول عن الطريق المستقيم إنما كما ذكرت ضالاً عن النبوة ما كنت تطمع في ذلك ولا خطر شيء من ذلك في قلبك أو كما فسر بعضهم الضلال بالضياع حين ضلت به ناقته

    والله تعالى أعلم

  3. #3
    كلتاوي مميز
    الصورة الرمزية ابومحمد

    الحاله : ابومحمد غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Nov 2007
    رقم العضوية: 428
    الدولة: سوري
    الهواية: رياضة
    السيرة الذاتيه: لايوجد
    العمل: طالب
    المشاركات: 695
    معدل تقييم المستوى : 117
    Array

    افتراضي رد: كيف نوفق بين قوله تعالى ( ووجدك ضالا فهدى - وماضل صاحبكم وماغوى )

    الاخ الفاضل ابا ايمن وفقك الله وبارك فيك واسعدك للمرور المبارك




    الحمدلله رب العالمين وافضل الصلاة واتم التسليم على سيد الاولين والاخرين سيدنا محمد وعلى اله الطيبين وصحبه المنتجبين وسلم تسليما كثيرا اللهم افتح علينا فتوح العارفين واجعلنا من المتحققين بالحال قبل المقال ونسالك ان تذيق قلوبنا لذة طاعتك ومناجاتك وقت الاسحار برحمتك ياعزيز ويا غفار وبعد

    الاخوة الكرام عندنا قاعدة اصولية ننطلق منها حتى يعلم القاريء كيفية الاستدلال وعمق النظر الذي نظرناه حتى استطعنا التوفيق باذنه تعالى فالقاعدة تقول (العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب )

    فلو اسقطنا هذه القاعدة على آيتين كريمتين لوجدنا في ظاهرهما التعارض اما الاية الاولى في قوله تعالى في سورة الضحى ( ووجدك ضالا فهدى ) واما الاية الثانية ففي سورة النجم وهي قوله تعالى ( ماضل صاحبكم وماغوى )

    فلو امعنا النظر في قوله تعالى ماضل سنجد انه خطاب عام وشامل ثم كلمة ضل فعل ماض فهو ماضل في الماضي ولن يضل صلى الله عليه وسلم فكيف نطلق القول ماضل ونقول وجدك ضالا ولذلك اورد الرازي في تفسيره اقوالا واليك اخي القاريء هذه الاقوال حتى تعلم ان مانرجحه هو الحق باذنه تعالى قال الرازي اعلم أن بعض الناس ذهب إلى أنه كان كافراً في أول الأمر ، ثم هداه الله وجعله نبياً ، قال الكلبي : { وجدك ضالاً } يعني كافراً في قوم ضلال فهداك للتوحيد ، وقال السدي : كان على دين قومه أربعين سنة ، وقال مجاهد : وجدك ضالاًّ عن الهدى لدينه واحتجوا على ذلك بآيات أخر منها قوله : { مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الكتاب وَلاَ الإيمان } [ الشورى : 52 ] وقوله : { وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغافلين } [ يوسف : 3 ] وقوله : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } [ الزمر : 65 ] فهذا يقتضي صحة ذلك منه ، وإذا دلت هذه الآية على الصحة وجب حمل قوله : { وَوَجَدَكَ ضَالاًّ } عليه ، وأما الجمهور من العلماء فقد اتفقوا على أنه عليه السلام ما كفر بالله لحظة واحدة

    ونستطيع رد هذه الاقوال بقوله تعالى ( ماضل صاحبكم وماغوى ) فتلاحظ اخي القاريء كيف رددنا هذه الاقوال من خلال كلام الله عزوجل وليس تشهيا وهذا ما ذكره الرازي في الرد على هذه الاقوال

    ثم ذكر الرازي بان المفسرين ذكروا في تفسير هذه الآية وجوهاً كثيرة

    أحدها : ما روي عن ابن عباس والحسن والضحاك وشهر بن حوشب : ووجدك ضالاًّ عن معالم النعمة وأحكام الشريعة غافلاً عنها فهداك إليها ، وهو المراد من قوله : { مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الكتاب وَلاَ الإيمان } [ الشورى : 52 ] وقوله : { وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغافلين } [ يوسف : 3 ] وقال ابوحيان صاحب البحر قال ابن عباس : هو ضلاله وهو في صغره في شعاب مكة ، ثم رده الله إلى جده عبد المطلب .

    وحسبك هنا اختلاف المفسرين في النقل عن ابن عباس رضي الله عنه

    وكيف يكون صلى الله عليه وسلم ضالا عن احكام الشريعة وهو القائل فيما أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قيل يا رسول الله ، متى أخذ ميثاقك قال : وآدم بين الروح والجسد { اي قبل خلق ادم } . وأخرج ابن سعد رضى الله عنه قال قال رجل للنبى صلى الله عليه واله وسلم متى استنبئت قال : وآدم بين الروح والجسد حين أخذ منى الميثاق . وأخرج البزار والطبراني في الاوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قيل يا رسول الله متى كنت نبيا ، قال : وآدم بين الروح والجسد . واخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ميسرة الفخر رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا ، قال : وآدم بين الروح والجسد . وأخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قيل للنبى صلى الله عليه واله وسلم متى وجبت لك النبوة ، قال : بين خلق آدم ونفخ الروح فيه . وأخرج أبو نعيم عن الصنابحى قال قال عمر رضى الله عنه متى جعلت نبيا ، قال : وآدم منجدل في الطين . وأخرج ابن سعد عن ابن أبى الجدعاء رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله متى جعلت نبيا ، قال : وآدم بين الروح والجسد . وأخرج ابن سعد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير رضى الله عنه ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم متى كنت نبيا ، قال : وآدم بين الروح والطين . وأخرج ابن أبى شيبة عن قتادة رضى الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه واله وسلم إذا قرأ واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال بدئ بى في الخير وكنت آخرهم في البعث . وفي الدر المنثور للسيوطي عن العرباض بن سارية رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول انى عبد الله وخاتم النبيين وأبى منجدل في طينته وأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبى ابراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التى رأت وكذلك أمهات النبيين يرين وان أم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت لها قصور الشام ثم تلا يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا إلى قوله منيرا .وقال صلى الله عليه واله وسلم كنت أول النبيين في الخلق ، وآخرهم في البعث . قال في المقاصد رواه أبو نعيم في الدلائل وابن أبي حاتم في تفسيره وابن لال ، ومن طريقة الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا ، وله شاهد من حديث ميسرة الفخر . أخرجه أحمد والبخاري في تاريخه والبغوي وابن السكن وأبو نعيم في الحلية وصححه الحاكم بلفظ كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد . وفي الترمذي وغيره عن أبي هريرة أنه قال للنبي صلى الله عليه واله وسلم متى كنت أو كتبت نبيا ، قال : كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد . وقال الترمذي حسن صحيح ، وصححه الحاكم أيضا . وفي لفظ وآدم منجدل { أي ملقى على الجدالة وهي الأرض } في طينته . وفي صحيحي ابن حبان والحاكم عن العرباض بن سارية مرفوعا إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته ، وكذا أخرجه أحمد والدارمي وأبو نعيم ، ورواه الطبراني عن ابن عباس قال قيل يا رسول الله متى كنت نبيا ، قال : وآدم بين الروح والجسد ، ثم قال السخاوي كغيره وأما الذي يجري على الألسنة بلفظ كنت نبيا وآدم بين الماء والطين فلم نقف عليه بهذا اللفظ فضلا عن زيادة وكنت نبيا ولا آدم ولا ماء ولا طين ، وقال الحافظ ابن حجر في بعض أجوبته عن الزيادة أنها ضعيفة والذي قبلها أقوى ، وقال الزركشي لا أصل له بهذا اللفظ ، قال السيوطي في الدرر وزاد العوام ولا آدم ولا ماء ولا طين ، لا أصل له أيضا ، وقال القاري يعني يحسب مبناه ، وإلا فهو صحيح باعتبار معناه ، وروى الترمذي أيضا عن أبي هريرة أنهم قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة ، قال : وآدم بين الروح والجسد ، وفي لفظ متى كتبت نبيا ، قال : كتبت نبيا وآدم بين الروح والجسد ، وعن الشعبي قال رجل يا رسول الله متى استنبئت : قال : وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق وقال التقي السبكي : فإن قلت النبوة وصف لا بد أن يكون الموصوف به موجودا وإنما يكون بعد أربعين سنة فكيف يوصف به قبل وجوده وقبل إرساله ؟ قلت جاء أن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد فقد تكون الإشارة بقوله كنت نبيا إلى روحه الشريفة أو حقيقته والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها وإنما يعرفها خالقها ومن أمده بنور إلهي انتهى . وكلام تقي السبكي فيه من الدلالة الدامغة لحقيقة النبوة في عالم الارواح قبل عالم الاجساد ....

    وثانيها : ضل عن مرضعته حليمة حين أرادت أن ترده إلى جده حتى دخلت إلى هبل وشكت ذلك إليه فتساقطت الأصنام ، وسمعت صوتاً يقول : إنما هلاكنا بيد هذا الصبي

    وثالثها : ما روي مرفوعاً أنه عليه الصلاة والسلام قال : « ضللت عن جدي عبد المطلب وأنا صبي ضائع ، كاد الجوع يقتلني ، فهداني الله » ذكره الضحاك وذكر تعلقه بأستار الكعبة ، وقوله :يا رب رد ولدي محمدا ... اردده ربي واصطنع عندي يداًفما زال يردد هذا عند البيت حتى أتاه أبو جهل على ناقة وبين يديه محمد وهو يقول : لا ندري ماذا نرى من ابنك ، فقال عبد المطلب ولم؟ قال : إني أنخت الناقة وأركبته من خلفي فأبت الناقة أن تقوم ، فلما أركبته أمامي قامت الناقة ، كأن الناقة تقول : يا أحمق هو الإمام فكيف يقوم خلف المقتدى! وقال ابن عباس : رده الله إلى جده بيد عدوه كما فعل بموسى حين حفظه على يد عدوه

    ورابعها : أنه عليه السلام لما خرج مع غلام خديجة ميسرة أخذ كافر بزمام بعيره حتى ضل ، فأنزل الله تعالى جبريل عليه السلام في صورة آدمي ، فهداه إلى القافلة ، وقيل : إن أبا طالب خرج به إلى الشأم فضل عن الطريق فهداه الله تعالى

    وحسبك ان تعلم ان الله عزوجل اجل من ان يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بان يذكر نعمته عليه وقت ان ضل عن طريقه او تاه وانما هذه الاقوال هي هروبا للمفسرين من كلمة ضال

    وخامسها : يقال : ضل الماء في الليل إذا صار مغموراً ، فمعنى الآية كنت مغموراً بين الكفار بمكة فقواك الله تعالى حتى أظهرت دينه

    وسادسها : ووجدك ضالاً عن معرفة الله تعالى حين كنت طفلاً صبياً ، كما قال : { والله أَخْرَجَكُم مّن بُطُونِ أمهاتكم لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا } [ النحل : 78 ] فخلق فيك العقل والهداية والمعرفة ، والمراد من الضال الخالي عن العلم لا الموصوف بالاعتقاد الخطأ وتركيب الاية المستدل بها هنا على هذا القول فيه من التخبط والتركيب الخاطئونرد هذا القول بالحديث الذي اخرجه البخاري عن ابي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ{ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ }

    ففطرة النبي صلى الله عليه وسلم هي اقوم فطرة واعظم فطرة فطرت على معرفة ربها سبحانه وتعالى

    وسابعها: العرب تسمي الشجرة الفريدة في الفلاة ضالة ، كأنه تعالى يقول : كانت تلك البلاد كالمفازة ليس فيها شجرة تحمل ثمر الإيمان بالله ومعرفته إلا أنت ، فأنت ، شجرة فريدة في مفازة الجهل فوجدتك ضالاً فهديت بك الخلق ، ونظيره قوله عليه السلام :« الحكمة ضالة المؤمن »

    وثامنها : كنت ضالاً عن النبوة ما كنت تطمع في ذلك ولا خطر شيء من ذلك في قلبك ، فإن اليهود والنصارى كانوا يزعمون أن النبوة في بني إسرائيل فهديتك إلى النبوة التي ما كنت تطمع فيها ألبتة


    وتاسعها : أنه قد يخاطب السيد ، ويكون المراد قومه فقوله : { وَوَجَدَكَ ضَالاًّ } أي وجد قومك ضلالاً ، فهداهم بك وبشرعك
    وفعل هدى هو فعل متعد وغير لازم فهل يكون صلى الله عليه وسلم مخاطب مع امته في الخطاب العام ففيه تفصيل يراجع في كتب الاصول والراي الذي نميل اليه انه يستحيل ان يكون صلى الله عليه وسلم مبلغ ومبلغ بكسر اللام في الاولى وفتحها في الثانيةوالقول التاسع هو الذي نرحجه وذلك من كمال الادب معه صلى الله عليه وسلم وقد انكر علينا هذا القول بعض من ينتسب الى العلم وذلك لبعده عن التذوق في محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولقصر عقله وهذا مايميل اليه ابوحيان صاحب البحر في تفسيره قال ولقد رأيت في النوم أني أفكر في هذه الجملة فأقول على الفور : { ووجدك } ، أي وجد رهطك ، { ضالاً } ، فهداهم بك . ثم أقول : على حذف مضاف ، نحو : { وسئل القرية وقد ساق القرطبي هذه الاقوال الى ان قال وقال بعض المتكلمين: إذا وجدت العرب شجرة منفردة في فلاة من الأرض، لا شجر معها، سموها ضالة، فيهتدي بها إلى الطريق، فقال الله تعالىلنبيه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَوَجَدَكَ ضَالًّا أي لا أحد على دينك، وأنت وحيد ليس معك أحد، فهديت بك الخلق إلي ثم عقب القرطبي فقال و هذه الأقوال كلها حسان، ثم منها ما هو معنوي، ومنها ما هو حسي. والقول الأخير أعجب إلي، لأنه يجمع الأقوال المعنويةثم قال القرطبي وفي قراءة الحسن ووجدك ضال فهدى أي وجدك الضال فاهتدى بك، وهذه قراءة على التفسير. وقيل: وَوَجَدَكَ ضَالًّا لا يهتدي إليك قومك، ولا يعرفون قدرك، فهدى المسلمين إليك، حتى آمنوا بك.واورد الثعالبي في تفسيره عن الترمذي وعبد العزيز بن يحيى : { ضَالاًّ } معناه : خاملُ الذِّكْرِ لا يعرفُك الناسُ؛ فهداهُم إليكَ ربُّك

    قلت : ان النبي صلى الله عليه وسلم نور كما وصفه ربه تبارك وتعالى بقوله ( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [المائدة: من الآية16]فالنور يهتدى اليه في الظلمات ويطلبه التائهون ليسلكوا به سبل السلام ونرى هذه الاقوال الاخيرة التي سقناها تصب في صالح القول الذي رجحناه ولامانع من ان نذكر تتمة الاقوال لينظر فيها المتأمل ليرى اننا مانرجحه هو اقرب للعقل وللتذوق الروحاني


    وعاشرها : وجدك ضالاًّ عن الضالين منفرداً عنهم مجانباً لدينهم ، فكلما كان بعدك عنهم أشد كان ضلالهم أشد ، فهداك إلى أن اختلطت بهم ودعوتهم إلى الدين المبين

    الحادي عشر : وجدك ضالاً عن الهجرة ، متحيراً في يد قريش متمنياً فراقهم وكان لا يمكنك الخروج بدون إذنه تعالى ، فلما أذن له ووافقه الصديق عليه وهداه إلى خيمة أم معبد ، وكان ما كان من حديث سراقه ، وظهور القوة في الدين كان ذلك المراد بقوله : { فهدى } ،

    الثاني عشر : ضالاًّ عن القبلة ، فإنه كان يتمنى أن تجعل الكعبة قبلة له وما كان يعرف أن ذلك هل يحصل له أم لا ، فهداه الله بقوله : { فَلَنُوَلّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } [ البقرة : 144 ] فكأنه سمى ذلك التحير بالضلال

    الثالث عشر : أنه حين ظهرها له جبريل عليه السلام في أول أمره ما كان يعرف أهو جبريل أم لا ، وكان يخافه خوفاً شديداً ، وربما أراد أن يلقي نفسه من الجبل فهداه الله حتى عرف أنه جبريل عليه السلام

    الرابع عشر : الضلال بمعنى المحبة كما في قوله : { إِنَّكَ لَفِى ضلالك القديم } [ يوسف : 95 ] أي محبتك ، ومعناه أنك محب فهديتك إلى الشرائع التي بها تتقرب إلى خدمة محبوبك

    الخامس عشر : ضالاًّ عن أمور الدنيا لا تعرف التجارة ونحوها ، ثم هديتك حتى ربحت تجارتك ، وعظم ربحت حتى رغبت خديجة فيك ، والمعنى أنه ما كان لك وقوف على الدنيا ، وما كنت تعرف سوى الدين ، فهديتك إلى مصالح الدنيا بعد ذلك

    السادس عشر : { وَوَجَدَكَ ضَالاًّ } أي ضائعاً في قومك؛ كانوا يؤذونك ، ولا يرضون بك رعية ، فقوي أمرك وهداك إلى أن صرت آمراً والياً عليهم

    السابع عشر : كنت ضالاً ما كنت تهتدي على طريق السموات فهديتك إذ عرجت بك إلى السموات ليلة المعراج

    الثامن عشر : ووجدك ضالاًّ أي ناسياً لقوله تعالى :{ أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا } [ البقرة : 282 ] فهديتك أي ذكرتك ، وذلك أنه ليلة المعراج نسي ما يجب أن يقال بسبب الهيبة ، فهداه الله تعالى إلى كيفية الثناء حتى قال : « لا أحصي ثناء عليك »

    التاسع عشر : أنه وإن كان عارفاً بالله بقلبه إلا أنه كان في الظاهر لا يظهر لهم خلافاً ، فعبر عن ذلك بالضلال


    العشرون : روى علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون به غير مرتين ، كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد من ذلك ، ثم ما هممت بعدهما بسوء حتى أكرمني الله برسالته ، فإني قلت ليلة لغلام من قريش ، كان يرعى معي بأعلى مكة ، لو حفظت لي غنمي حتى أدخل مكة ، فأسمر بها كما يسمر الشبان ، فخرجت أريد ذلك حتى أتيت أول دار من دور مكة ، فسمعت عزفاً بالدفوف والمزامير ، فقالوا فلان ابن فلان يزوج بفلانة ، فجلست أنظر إليهم وضرب الله على أذني فنمت فما أيقظني إلا مس الشمس ، قال فجئت صاحبي ، فقال ما فعلت؟ فقلت ما صنعت شيئاً ، ثم أخبرته الخبر ، قال : ثم قلت له ليلة أخرى مثل ذلك ، فضرب الله على أذني فما أيقظني إلا مس الشمس ، ثم ما هممت بعدهما بسوء حتى أكرمني الله تعالى برسالته » .

    هذا والله تعالى اعلى واعلم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    التعديل الأخير تم بواسطة ابومحمد ; 27-Nov-2010 الساعة 01:14 AM
    جعل الله قلوب أهل الذكر محلاً للإستئناس وجعل قلوب أهل الدنيا محلاً للغفلة والوسواس

المواضيع المتشابهه

  1. لمسات بيانية مع السامرائي
    بواسطة منتهى في المنتدى القرآن الكريم وعلومه
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 21-Mar-2011, 03:18 PM
  2. محمد مطيع الحافظ... مؤرخ الشام وعلامة تحقيق التراث العربي
    بواسطة Omarofarabia في المنتدى منتدى التراجم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-Jul-2010, 12:51 AM
  3. ما معنى قوله تعالى: { بل يداه مبسوطتان }
    بواسطة المعتصم بالله في المنتدى منتدى الفكر الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-May-2010, 08:20 PM
  4. ما هو القرأن الكريم
    بواسطة أيمن السيد في المنتدى القرآن الكريم وعلومه
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-Jan-2010, 01:38 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •