بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
من عاداتنا في حلب في المولد النبوي الشريف
أننا في كل عام في شهر ربيع الأول , الشهر الذي ولد فيه خير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , ولسنا هنا في صدد تبيان حكم الإحتفال بالمولد , فالآراء كثيرة بين مؤيد ومعارض
لكنني هنا أستهجن عادات في حلب منها:
1- يعتاد أئمة بعض المساجد الطلب من الناس التبرع , لماذا ؟
لإقامة حفل المولد , والطلب يكون بإلحاح , وأن المولد سيكلف 30000 ليرة مثلاً ما بين ضيافة وكراسي ومنشد وغيرها , ويطلب الإمام التبرع بحرارة وقد يرجم الذين لا يودون التبرع بنعت عدم محبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونفس الإمام عندما تجده يطلب من الناس التبرع لإقامة عمل جراحي لأحد الفقراء تجده يخفض صوته ويطلب التبرع على استحياء فتجد الناس وقد تبرعوا في أحد المرات ورأيتها بعيني بـ 60 ليرة بينما المطلوب للتبرع لإقامة المولد بـ 30000 . هل إقامة المولد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أهم أم إنقاذ نفس بشرية , قد يقول قائل فلنفعل هذا وهذا
فأقول أقيموا المولد بدون جمع تبرعات , من أحب أن يقوم بالمولد فليقوم به مشكوراً , أما أن نجمع تبرعات لإحضار كراسي لتفرش في المسجد – وقد رأيتها بعيني في أحد الأحياء الفقيرة – ألا يستطيع هؤلاء الجلوس على الأرض وفي نفس الحارة الفقيرة عائلات بحاجة لتسديد آجار بيوتهم وأدوية لمرضاهم , لا أهاجم المولد , لكن أهاجم الفكر الذي لا يعلم ما هي الأولويات .
2- الأمر الآخر كأن المولد في حلب صار مناسبة للتنافس والتفاخر كل مسجد في حلب يسعى لإقامة حفل المولد وإحضار كبار المنشدين - وما حدا أحسن من حدا – ألا يكفي أن يقام في حلب 5 موالد في المساجد الكبيرة في كل حي أو أكثر أو أقل من ذلك , أم لا بد في كل مسجد أن نرهق ميزانيته في ذلك.
3- رأيت من الناس من يدع عمله ليحضر المولد , وهو نفسه لا يدع عمله 10 دقائق من أجل أن يحضر صلاة الجماعة بحجة أن العمل عبادة , ما الأمر هل هي عادات أم ملذات .
4- أقصد بالملذات الضيافة , قمت مرتين في مسجدين في حلب بتوزيع الضيافة على الناس , تجد أغلبهم يحضرون من أجل الضيافة والدليل أنهم يأخذونها وينصرفون , أقول الأغلب لا الكل بينما في محافظات أخرى يجلسون في أدب لتأتي إليهم ضيافتهم , وفي المرتين أقسم غير حانث أن الناس في المرة الأولى هجموا علي وقد كنت أحمل صينية فيها الضيافة فرفعتها فقاموا يقفزون عليَّ حتى أوقعوها من يدي ثم انكبوا على الأرض ليغنموا الأنفال!!!
وفي المرة الثانية قلت لن أقع بنفس الخطأ فأدخلت الضيافة في طرد كبير وعندما هجم المهاجمون أغلقت الطرد وقلت لهم اجلسوا لن أوزعها حتى تجلسوا وأعطيها إياكم
فانقض أحدهم كالنسر ومزق الطرد بيديه وكأن مخالبه المقص أو السكين فجرت الضيافة كالنهر فهجم الناس يسبحون ويغنمون ويفرون من المسجد . أقول ما هكذا يكون المولد ومثل هذه الموالد لا يرضى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم , لا أعمم لكن هذا حال الأغلبية , فأنصحهم بالوعي والإلتفات لعظائم الأمور ووعي الأولويات ومنها الإعتناء بالفقراء , نشر سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , نشر دينه وإيصاله لغير المسلمين بالصورة المرضية من مواقع إنترنت بلغات مختلفة وفضائيات وغيرها , والدعوة للتراحم بين المسلمين , وصلة الأرحام والتمسك بالسنة وغيرها كثير والله الموفق.
المفضلات